البكاء على الامام الحسين يمهد لتهذيب النفس واصلاح المجتمع

مدنی

قال رئيس جامعة الزهراء سلام الله عليها: إن قتل الإمام المعصوم وبذلك الشكل المأساوي، يجرح مشاعر الناس ويكسر القلوب ويجري الدموع ولكن كل ذلك يأتي لغرض أسمى وهو إصلاح الفرد والمجتمع.

وأشار السيد محمود مدني خلال كلمته في المجلس الاداري لجامعة الزهراء سلام الله عليها الى رواية عن ابي عبد الله الحسين عليه السلام، حيث قال: أنا قتيل العبرات لايذكرني مؤمن إلا استعبر، فماهو معنى قتيل العبرات؟ هذه الجملة تتضمن معاني كثيرة وفيها ايهام ايضا، فانه من الممكن أن نوضِّح احدى معانيها بالشكل التالي: عندما نقول أنني قتيل فلان شيء، فان ذلك يعني أن هدفي من الموت هو ذلك الشيء، فمثلا عندما نقول أن شهداءنا قتيلي سبيل الله فان ذلك يعني أن هدفهم من الشهادة هو رضى الله تعالى، و كذلك من هو قتيل المال يعني أن هدفه كان الحصول على المال، وكذلك أنا قتيل العبرات يعني أنني قتلت لاجل العبرة والبكاء.
وأضاف، ما هو الدليل على أن الامام المعصوم يُقتل في سبيل البكاء وجري الدموع؟ يبدو أن هذا الامر يشكل هدفا وسطيا لتحقيق هدف أسمى واكبر. فإن استشهاد الإمام المعصوم وبذلك الشكل المأساوي، يجرح مشاعر الناس ويكسر القلوب ويجري الدموع ولكن كل ذلك يأتي لغرض أسمى وهو إصلاح الفرد والمجتمع.
وبين السيد مدني، نحن جربنا من قريب أن هذه الدموع كيف تؤثر في اصلاح الفرد. فعندما يقول الامام الخميني رحمه الله: أن محرم وصفر وهذه الدموع أحيت الاسلام، أن هذا الكلام يبتني على الرؤية المتعالية التي ذكرناها.
وأوضح استاذ الاخلاق في حوزة قم المقدسة، نحن بحاجة لهذه الدموع معنويا، لأن هذه الدموع هي مقدمة لدموع العبادة في منتصف الليل والتوبة إلى الله، وتمهد الطريق للاصلاح وتحسين الذات. لهذا السبب يجب أن نبكي على الإمام الحسين (ع) حتى نبكي على أنفسنا، ونقاط ضعفنا، وتقصيرنا، وأخطائنا، وخطايانا، وعواقبنا المجهولة، ولوحدتنا في قبرنا الضيق.

منشور له صلة :

آخر حصة:

تعليقات

Not comments have been sent

اترك رد